lundi 29 octobre 2007

قصيدة كل الأزمنة للشاعر نزار قباني

هل في العيون التونسية شاطئ
ترتاح فوق رماله الأعصاب ؟
أنا يا صديقة متعب بعروبتي
فهل العروبة لعنة وعقاب ؟
أمشي على ورق الخريطة خائفا
فعلى الخريطة كلنا أغراب
أتكلم الفصحى أمام عشيرتي
وأعيد … لكن ما هناك جواب
لولا العباءات التي التفوا بها
ما كنت أحسب أنهم أعراب
يتقاتلون على بقايا تمرة
فخناجر مرفوعة وحراب
قبلاتهم عربية … من ذا رأى
فيما رأى قبلا لها أنياب
يا تونس الخضراء كأسي علقم
أعلى الهزيمة تشرب الأنخاب ؟
وخريطة الوطن الكبير فضيحة
فحواجز … ومخافر … وكلاب
والعالم العربي ….إما نعجة
مذبوحة أو حاكم قصاب
والعالم العربي يرهن سيفه
فحكاية الشرف الرفيع سراب
والعالم العربي يخزن نفطه
في خصيتيه … وربك الوهاب
والناس قبل النفط أو من بعده
مستنزفون … فسادة ودواب
يا تونس الخضراء كيف خلاصنا ؟
لم يبق من كتب السماء كتاب
ماتت خيول بني أمية كلها
خجلا … وظل الصرف و الإعراب
فكأنما كتب التراث خرافة
كبرى … فلا عمر … ولا خطاب
وبيارق ابن العاص تمسح دمعها
وعزيز مصر بالفصام مصاب
من ذا يصدق أن مصر تهودت
فمقام سيدنا الحسين يباب
ما هذه مصر … فان صلاتها
عبرية … و إمامها كذاب
ما هذه مصر … فان سماءها
صغرت … وان نساءها أسلاب
إن جاء كافور … فكم من حاكم
قهر الشعوب … وتاجه قبقاب
بحرية العينين … يا قرطاجة
شاخ الزمان … وأنت بعد شباب
هل لي بعرض البحر نصف جزيرة ؟
أم أن حبي التونسي سراب
أنا متعب … ودفاتري تعبت معي
هل للدفاتر يا ترى أعصاب ؟
حزني بنفسجة يبللها الندى
وضفاف جرحي روضة معشاب
لا تعدليني إن كشفت مواجعي
وجه الحقيقة ما عليه نقاب
إن الجنون وراء نصف قصائدي
أوليس في بعض الجنون صواب ؟!
فتحملي غضبي الجميل فربما
ثارت على أمر السماء هضاب
فإذا صرخت بوجه من أحببتهم
فلكي يعيش الحب و الأحباب
و إذا قسوت على العروبة مرة
فلقد تضيق بكحلها الأهداب
فلربما تجد العروبة نفسها
ويضيء في قلب الظلام شهاب
ولقد تطير من العقال حمامة
ومن العباءة تطلع الأعشاب
قرطاجة …قرطاجة … قرطاجة
هل لي لصدرك رجعة و متاب ؟
لا تغضبي مني … إذا غلب الهوى
إن الهوى في طبعه غلاب
فذنوب شعري كلها مغفورة
والله - جل جلاله - التواب

mardi 16 octobre 2007

يا مطر يا خالتي٠٠٠٠


يوم كدنا أن نغرق فيه، بعض الدقائق كانت كافية لتسرق البسمة وتضع مكانها آهات و دموع، نساء ثكلى، امهات ترملت و اطفال ينتظرون عودة أب لن يعود٠٠٠
من المسؤول؟ سؤال حائر لن يجد من يجيب عليه؟
الم يكفنا الانذار الذي حصلنا عليه خلال الاسبوع الثاني من رمضان؟
الم يكن من الأجدر أن نتحرك حينئذ؟
و لكن لم يتحرك أحد! وها أن المأساة حدثت٠٠٠
هل سيعاقب الجناة؟ أم أن الجريمة ستسجل ضد مجهول كما جرت العادة؟
اما آن أن يعاقب المتهاونون أصحاب السيارات الفاخرة والذين آستمعوا إلى أخبار الكارثة في إحدى القنوات الأجنبية!!!
إلى متى هذا التهاون وإلى أين نحن سائرون؟
هل أن عدد الموتى غير كاف لحد الآن ؟